يعيش المرء ما استحيا بخير *** ويبقى العود ما بقي اللحياء
فلا والله ما في العيش خير *** ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
أخي الكريم .. أُختي الكريمة
لا شك أننا بشـــــــــر ، لسنا ملائكة ولا أنبياء وأننا معرضين للخطأ والزلل ..وليس هناكـ من هو معصوم عن المعاصي فكل ابن آدم خطاء.. وخير الخاطئين التوابون جعلنــا الله وإياكم من المستغفرين التوابين ولكن هناكـ نقطة هامة جداً يغفل عنها الكثير وأنا أولكم ... وهي التحدث بالذنوب أمام بعضنا البعض وهذا يُعتبــــر من المُفاخــــــرة والمُجــــاهرة بالذنـــوب وقد حذرنا الشرع من الوقوع في هذا الذنب العظيــــم قال تعالى {
لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا } وقال صلى الله عليه وسلم (
كل أمتي معافى إلا المجاهرون وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل العمل بالليل ثم يبيت يستره الله عز وجل فيصبح يقول يا فلان فعلت البارحة كذا وكذا فيصبح وقد ستره الله عز وجل فيكشف ستر الله عليه )
تمر بنا كل يوم مشــاهد في حياتنا اليومية تتكرر في المدرسة في الجامعــــة ، في العمــل ، في البيت ، في الشارع ...يلتقي الشاب مع زملائه فيحدثهم عن أنه فعل البارحة كذا وكذا شاهد فيلماً أو فعل كذا وكذا , وينتظر اللقاء على أحر من الجمر حتى يحدث زملاءه عما فعل .. أو قد يكون من الذين يسافرون إلى بلاد الدعارة، ويزنون هناكـ جهاراً ويتفاخرون إذا رجعوا إلى بلادهم، ودليل ذلكـ ما يحملون معهم من صور وأشرطة وغير ذلكـ فيكون من المجاهرين وكذلكـ الفتاة تتحدث مع رفيقاتها أو قريباتها عن علاقاتها الآثمة عبر الهاتف أو خرجت مع فلان أو غيرها من صور الذنوب الأُخرى فتكون بذلكـ مجاهرة فأتصور أن أول خطوة تعيننا على تجنب ذلكـ هي الاستتار بستر الله عز وجل فنكون من أهل العافية (أي معافين من الذنب)كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم .. واختيارنا لهذا الأسلوب وهذا الطريق يعني أنه وسيلة إلى أن نقترب من الله عز وجل بعد ما يكون عندنا عزيمة وإرادة ، لأن الناس لا يعرفون عنّا ماضينا السيئ وذنوبنا الذي قد يكون عقبة وحاجزاً بيننا وبين التـــوبة ..
يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث قال :
(
أما العبد المؤمن يدنيه ربه فيضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه فيقول أتذكر ذنب كذا وكذا أتذكر ذنب كذا وكذا ، قال : حتى إذا ظن أنه قد هلكـ قال : أنا سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم )
وأما الفاجر فينادى بذنبه على رؤوس الخلائق ...فوا لله إن ذنوبنا تكفينا عن الذنب الأكبر وهو المجاهرة فلا نكون سبباً في إضلال وإفساد خلق الله اسأل الله الغفور الرحيم أن يغفـــر لنا ويرحمنا
وأن يســـــــتر عوراتنا ويؤمن روعتنا ويختم بالصالحات أعمالنا