شعر لغزة

لعيون غزة تنظم الأشعار
النصر أقبل مثلما وعدوا به
حملوا إلى ساح الفدا أرواحهم
كتبوا رسائل حبهم بدمائهم
للجوع والألم الطويل حكاية
لا الطائرات تريع آساد الشرى
صعد الشهيد أتى الشهيد يضمه
وأتت إليه بقبلة لكنها ولثغرها يتدفق النوار
رسموا المنى فتأكد المشوار
ومشوا تحيي خطوهم أقمار
ولهم بساحات الفدا أسرار
لم يثنهم في النائبات حصار
وسلوا يجبكم عنهم الطيار
ويثور منه العزم والإصرار
غنت فرقت بالشدى الأوتار



ضحكت ومن عبق الشهادة زغردت
اليوم عرس دمي المراق فههنا
لازال يحدوها الحنين لقدسها
من لي بأم ودعت أشبالها
وتؤجل الدمع السخين بعينها
لم تبك كي تبقى العيون جميلة
فدروب ذا الحلم الجميل سلكتها
جدف فدونك بعد موجك شاطئ
النصر أقبل مثلما حلموا به
ولهم مع النصر المؤكد موعد
شرحوا الإباء وكيف تعشق أرضهم
قوموا إليهم قبلوا هاماتهم
قصفوا، رموا، دقوا، مواجع غاصب
ورووا لكل الناس قصة عشقهم
النصر يصنعه الأباة بعزمهم
عادوا فعدنا لا أقل من اللظى
أَذِنَ الرصاص بأن أقول مفاخرا
ومدادنا دمنا وروعة جرحنا
للسادة الزعماء تعقد قمة
لا أفهم الكلمات تنبع منهم
إني كفرت بما عبدت ولا أنا
لا أفهم الكلمات تعجن في فم
لغة الحذاء تجيء أبلغ من فم
اضرب بنعلك فالجمال استنوقت
فالجبن قال أنا استقلت ولم يعد
حاشا الشعوب إذا استمر هتافها
بالبندقية عطر غزة منعش
لغة على شفة البنادق لحنها
الموت وقع دفء غزة فاعتلى
من أي مشتلة الصمود نباتهم؟
شربوا بغزة ماءها فتضوعوا
والبرتقال إذا تمايل غصنه
عشقوا بغزة كبرياء جبالها
وحماس بالقسام ترفع رأسنا
صاروخها حمم يفل بني العدى
يا صاحبي من أين لي بثباتها؟
ولج الصباح وجرح غزة مضمد
قل لي بربك كيف يصمد أعزل
لكنها الفرقان، ربك قد رمى
سلمت يدٌ، أبطال غزة أرجعوا
فلتعلني عرس الزمان لنا غد
سيزور ساحتك الربيع فلا أسى
أصحو فأشرب نخب نصرك واثقا
المبعدون لهم يدندن جرحنا
سأحبها، إني أصلي خلفها
هاتيك غزة لا نمل طلوعها

لتقول مات الفارس المغوار
نزف وتشهد جرحنا الأغوار
من قبل أن تختارها الأقدار
وتقول مني يزحف الثوار
لتشع منها بالسنى الأنوار
فغدا تطول بأمنا الأسفار
يهوي الشراع فيعذب الإبحار
نرسو عليه فيطرب المحار
في كل غزة رددت أخبار
ما أخلفوا وعدا إذا ما اختاروا
بل كيف يخترع الهوى الموار
من ههنا عبروا وذي الآثار
زحفوا وما زاغت لهم أبصار
لم تمحُ أذكارَ الصبا الأمطار
وأسود غزة، والدم الهدار
نحن اللهيب تعهدته النار
بيني وبين ديارنا أمتار
فالجبن موت، والسكوت صغار
فيها سيصنع مأتم وخوار
أيقنت أن كلامهم تكرار
يغري فؤادي مفلس ثرثار
فأنا الضحى لا يحتويه نهار
خانته في كلماته الأفكار
سل كيف ترعى حولنا الأبقار
مما رأيت بأرضكم أوطار
حتى يطل القائد المجسار
وبغيرها يستمرئ الأقذار
وأقر زخرفها الدم الفوار
في الساح سيف مصقل بتار
كم من سؤال حولهم سيثار
مسكا يغار لريحه العطار
تيها تُشَد لنفحه الأشجار
فتكلمت تروي الشذى الأحجار
شمم بغزة ،هامة وفخار
وصدى الحراب بعزمها إعصار
وأرى الجيوش أمامها تنهار
وإلى المساء يسافر الإكبار
وأمامه ذا الجحفل الجرار؟
يده رمت، والفتية الأبرار
صورا تناست حسنها الأعمار
سيقوم فوق رحابك الإعمار
لا تعبئي ستغرد الأطيار
لتضمني في دفئك الأوكار
ولهم بقلبك موطن وديار
وإمامنا فيها الفتى الجبار
هل السنى وسيولد الإسفار