صدقت أخي يعقوب الموضوع يحتاج للمرور أكثر من مرة، لذلك سطر التاريخ هذه القصة في كتبه ودخلت من بابه الواسع
نعم أخي يجب أن نقرأ القصص وننهل من معينها العذب الصافي الزلال
نعم أيها الأحبة:
اقرءوا التاريخ إذ فيه العبر ضل قوم ليس يدرون الخبر{ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ } فهيا أحبتي إلى بحر أبي الدحداح لنبحر، ومن لآلئه لنَقْبُسَ ونذكر، ومن درره ننهل فنَرْوِي ونروى، وعند ذكر الصالحين تتنزل الرحمة بإذن رب العالمين.
سائلوا التاريخ عنا كيف كنا نحن أسسنا بناءً أحمديا
لكن هل سألنا أختي أخي: لماذا ضحى أبو الدحداح كل هذه التضحية
أن من عرف الحق هانت عنده التضحيات، فيتعالى على متع الحياة وعلى زخارفها، لأنه ينتظر متعة أبدية سرمدية في جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر، فيقدم مراد الله على شهواته ولذائذه، ويقدم مراد الله على كل ما يلذ لعينه وما يلذ لقلبه، فيسعد في دنياه ويسعد في أخراه، وفي الأثر أن الله جل وعلا يقول: { وعزتي وجلالي ما من عبد آثر هواي على هواه -أي قدم مراد الله على لذائذ نفسه- إلا أقللت همومه، وجمعت له ضيعته، ونزعت الفقر من قلبه، وجعلت الغنى بين عينيه، واتجرت له من وراء كل تاجر } .
نعم أخي نعم أختي: ممكن أزيدك هنا فائدة لننهل من معين أبي الدحداح
هل تعلمين كيف كانت وفاة أبي الدحداح
لقد خرج من البستان ولم يكتف بذلك ولم يرض ثمناً للجنة إلا أن يقدم دمه وروحه لتزهق في سبيل الله عز وجل، وتأتي موقعة أحد ويشارك الجيش ويكون النبي صلى الله عليه وسلم في حالة تعلمونها في آخر المعركة، قد شج وجهه وكسرت رباعيته صلى الله عليه وسلم ولم ينس أصحابه في تلك اللحظة الحرجة، يمر بهم فإذا هو بـ أبي الدحداح فيمسح التراب عن وجهه ويقول: { يرحمك الله! كم من عذق مذلل الآن لـ أبي الدحداح في الجنة } ماذا خسر أبو الدحداح ؛ خسر تراباً وشجيرات ونخيلات، لكنه فاز بجنة عرضها الأرض والسماوات، وذلك هو الفوز العظيم.
اعذريني على هذا الرد الطويل لكن كما قال يعقوب الموضوع يستحق أكثر.