السلام عليكم:
أحبابي وقد دخلت للمنتدى ولم أجد شيء أساهم به إلا هذا الموضوع المنقول أرجوا أن ينال إعجابكم:
وقد رفض أمس جبيني الوسادة وقبله رفض فكري وتركيزي وذاكرتي النظر في المذكرات، بعد أن عزمت على أن أطوي صفحة الدردشات والونسة والسهرات إلا مع الونسة مع المذكرات والتركيز على العاصفات المقبلات، أقصد الامتحانات، لكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فقد تتقلب الأحوال الجوية فجأة وتأتي عاصفة من هنا أو من هناك، وأنت لا تدري المهم لا تشعر إلى وأوراقك مرمية هنا ومبعثرة هناك تجدها متبعثرة متناثرة، ومداد قلمك يأبى أن ينصاع أو أن يخطأ ولو حرفا واحدا إلا أن يبث هموم القلب ويتمرد عليك قلبك وفكرك حتى تشعر بالغربة عن عالمك الذي أنت فيه وتنسى ما أنت مقبل عليه، وتتجه إلى عالم آخر عالم الخواطر والأشجان عالم الآلام والآمال عالم الشعر والقصيد عالم ........لا تدري هل تفهم من خلاله أم تزيد الأمور تعقيد.
حاولت النوم لا استطيع كيف أنام؟! وإني لأعجب أن ينام المسلم ملء جفنيه، وبينه وبين أخيه شحناء أو جفوة، وقد تأتيه المنية تلك الليلة، وما أجمل قول المقنع الكندي :
وإن الذي بيني وبين بني أبي وبين بني عمي لمختلف جداً
فإن أكلوا لحمي وفرت لحومهم وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجداً
وإن ضيعوا غيبي حفظت غيوبهم وإن هم هووا غيي هويت لهم رشداً
ولا أحمل الحقد القديم عليهم وليس كريم القوم من يحمل الحقدا
لماذا كل هذا الهم؟ لماذا؟
لأجل كلمة عابرة تكلمتها مع من تلقي له الكلام جازفا – يعني دون تركيز- بعد أن تكون قد تيقنت أنه لن يحمل كلامك إلا على المحمل الحسن ولن يحمل حروفك على ما لا تحتمل لكن للأسف فجأة تجده يودعك في صمت ولسان حاله يقول لقد أسأت الظن بي؟
أخي: لو أسأت الظن بك لما جالستك الكثير، وتحدثت معك الكثير، لما اشتقت لك عند الغياب، لما ترددت عليك بالزيارة لما كنت دوما ...لو أسأت الظن بك لما........
يا الله!!! هل هذه هي الإخوة التي اتفقنا بالأمس القريب عنها على أنه لو بدر أي شيء، الكلام يكون بصراحة ولا داعي للتردد والتحرج،
طيب: حتى ولو لم نتفق أين نحن من قول عمر بن الخطاب ( ولا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن إلا خيرًا وأنت تجد لها في الخير محملاً ) وعن سعيد بن المسيب قال : كتب إلي بعض إخواني من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :( أن ضع أمر أخيك على أحسنه ما لم يأتيك ما يغلبك ولا تظن بكلمة خرجت من أخيك شرًا وأنت تجد لها في الخير محملاً )، ومن الصور الجميلة التي تذكر في هذا المجال أن الربيع بن سليمان أحد تلامذة الشافعي دخل على الشافعي وهو مريض فقال له: ( قوَّى الله ضعفك ). فقال الشافعي: لو قوى الله ضعفي لقتلني. فقال الربيع : ( والله ما أردت إلا الخير ). فقال الشافعي: أعلم أنك لو شتمتني لم ترد إلا الخير.
أخي الحبيب: قد يخطئ الرجل ويستعمل كلمة محتملة أو في غير محلها وذلك لأن الكلام كان عفويا، والحديث متبادل والإنسان إذا تعامل مع أخيه بغير المقابلة كما يتعامل الناس اليوم عبر الرسائل الإلكترونية، قد يكون كلامه حمال أوجه وقد نفهم منه شيء ولكنه لا يقصد المعنى الذي فهمناه فلابد من النظر إلى مقصد الرجل وأحواله كما قاله غير واحدٍ من أهل العلم، لكن أخي أراك قد.......
أخي: أحسن الظن بالآخرين والتمس لهم الأعذار، فإن لم تجد فقل: لعل لأخي عذراً لا أعلمه، كيف لا تفعل هذا ؟!وأنت من بالأمس القريب كنت تطالبني أن التمس لك سبعين عذرا.
رجل يحسن الظن نزع عمامته يوماً وكانت بعشرين ديناراً، وتوضأ في دجلة فجاء لص فأخذها وترك عمامةً رديئةً بدلها، فطلع الشيخ فلبسها وما شعر حتى سألوه وهو يدرس في درسه! فقال: لعل الذي أخذها محتاج!
أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع
لماذا؟ لأن الأصل في المسلم السلامة:
من المبادئ المهمة في التعامل على الطريق بين المسلمين إحسان الظن بهم، وخَلع المنظار الأسود عند النظر إلى مواقفهم وأعمالهم، فكيف بنيَّاتهم، والحكم على سرائرهم، التي علمها عند من لا تخفى عليه خافية، ولا يغيب عنه سر وعلانية؟.
لماذا لا نربي أنفسنا على ذلك المقام المحمود ألا وهو إحسان الظن بالناس؟! لماذا من الصعب أن تجد من الناس من يقوم بهذا المقام؟!،
اسمع أخي: إلى أولئك السلف الذين سلمت صدورهم وقلوبهم لإخوانهم، يقول ابن معين : إنا لنطعن على أقوام -أتعرف من هو ابن معين ؟ إنه جراح ليس في الطب كما تفهم قد تفهم أخي لا، بل المقصود علم الجرح والتعديل في الرجال وهذا معروف في علم الحديث، جراح، أي يقول: فلان ثقة فلان كذاب فلان وضاع للحديث النبوي ...... وعلمه هذا واجب أي علم الجرح والتعديل. وخدمة لدين الإسلام،
يقول: إنا لنطعن على أقوام لعلهم حطوا رحالهم في الجنة، يقول: أنا أتكلم في أناس يمكن أنهم دخلوا الجنة ونتكلم فيهم، انظر إلى الورع وإلى إحسان الظن.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث ) وقال الله: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ }يا أخي! لا تظن بأخيك إلا خيراً، أخوك معك على طريق الدعوة، معك في.......فيجب عليك أن تظن بالمسلمين خيراً، فما ظنك بأخيك الذي يتحرك معك للدعوة على الطريق؟ { لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً } هذا هو الأصل.
سبحان الله ألم ترى ما أجرى الله من خير على يديك ويديه لو لم يكن من ثمار إخوتكم إلا هذه..... لكفت بك أن تحافظ على وصالها،
أخي: أنا قد أعذرك وأقول أخذته عزت النفس لأنه فهم كذا وكذا ..........وأعذرك لكن لا ألوم نفسي لأني ما أخطأت،
نعم: أنا ما أخطأت في الكلام معك وما قصدت ما فهمت.
لكن: ممكن أخطأت عندما وضعتك كأخي وتحدثت معك كما أتكلم مع أي شقيق من أشقائي، أخطأت عندما عاملتك بعفوية ودون احتياط لأني آمنت جانب سوء الظن فيك.
منقوووووووول.
عدد المساهمات
العمر
عدد النقاط : 
تاريخ التسجيل : 
الأربعاء 08 يونيو 2011, 5:36 am